العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

ترجع فكرة إنشاء الأمن المركزى فى مصر، بمفهومها المتعارف عليه دولياً، عندما ظهرت، فى العالم، فكرة «القوة الثالثة»، أو “Third Forces”.

يوم مع قوات الأمن المركزى
 

لواء د. سمير فرج

 9 مايو 2025


بدعوة من السيد اللواء عمرو حلمى، مساعد السيد وزير الداخلية للأمن المركزى، ألقيت محاضرة عن محددات الأمن القومى المصرى، وذلك خلال دورة «قائد كتائب الأمن المركزى». والواقع أننى أُعجبت بتلك الفكرة الجديدة، التى تُطبق فى قوات الأمن المركزى، لأول مرة، بهدف تخريج قادة لكتائب الأمن المركزى، المسئولين عن حماية الأمن الداخلى للدولة، وتسليحهم بأحدث الموضوعات العلمية والعملية.

ترجع فكرة إنشاء الأمن المركزى فى مصر، بمفهومها المتعارف عليه دولياً، عندما ظهرت، فى العالم، فكرة «القوة الثالثة»، أو “Third Forces”، خلال الخمسينيات من القرن الماضي، إبان ثورة الجزائر ضد الاستعمار الفرنسى، عندما انتفض طلاب الجامعات، فى فرنسا، فى مظاهرات عارمة، بكافة المدن الفرنسية، لرفض الاحتلال الفرنسى للجزائر، والأسلوب الوحشى الذى كانت تتبعه لقمع حركة التحرير الجزائرية.

وفى محاولات قمع المظاهرات الجامحة لطلبة الجامعات الفرنسية، وجدت فرنسا أن تصدى الشرطة الفرنسية ليس كافياً، إذ لم يكن مع الشرطى الفرنسى، آنذاك، سوى صفارة وعصا صغيرة، مما اضطر فرنسا للاعتماد على قوات الجيش لقمع حركات الطلاب، ونزلت قوات الجيش، بالفعل، إلى الشارع، بالمجنزرات، وشبه الدبابات، والمدافع للتصدى لأولئك الطلبة، وهو ما تم بعنف شديد.

وهنا ظهرت فكرة إنشاء «القوة الثالثة»، لتكون وسطاً بين قوات الشرطة ذات التسليح المحدود، وقوات الجيش ذات العتاد الحربى، وأُطلق عليها فى فرنسا اسم «الجندرما»، وتبعتها أمريكا بإنشاء «الحرس الوطني» استناداً إلى الفكرة الفرنسية، أما فى مصر فقد أطلقنا على تلك القوات «الأمن المركزى».

تُستخدم تلك القوات، فى جميع أنحاء العالم، فى التصدى للمظاهرات وتأمين الأهداف الحيوية، مثل محطات الكهرباء، والسدود، والقناطر، خاصة فى أوقات الحروب، أو الاضطرابات. ولعلنا نتذكر، بالأمس القريب، تصدى قوات الحرس الوطنى الأمريكى، لأنصار الرئيس الأمريكى ترامب، الذين تظاهروا فى واشنطن، واحتلوا مبنى «الكابيتول»، فى أعقاب خسارته للانتخابات السابقة.

جدير بالذكر، أن مؤسسة جلوبال فاير باور، المعنية بتصنيف القوى العسكرية للدول، وغيرها من الجهات المنوطة بذات الشأن، عندما تصدر تقاريرها السنوية لترتيب مراكز القوات العسكرية للدول، تضع فى حساباتها وجود القوة الثالثة، التى تُكلَّف فى زمن الحرب بحماية المنشآت الحيوية، مما يعنى تفرغ القوات المسلحة للأعمال القتالية، وهو ما يُعتبر أحد عناصر تقييم القوة العسكرية للدول.

لقد شعرت بسعادة بالغة وأنا أشهد ذلك المستوى الراقى، والمتقدم، فى تدريب أفراد قوات الأمن المركزى المصرى، ومنهج اختيار قادة الكتائب. كما سعدت كثيراً بلقاء السيد اللواء عمرو حلمى، مساعد وزير الداخلية للأمن المركزى، الذى صحبنى فى جولة بالمبنى الجديد للإدارة العامة للعمليات بالأمن المركزى، فبهرنى ما اطلعت عليه من تجهيزاته المتميزة.

وازداد اطمئنانى على بلدنا الغالى، بوجود رجالته المخلصين، من أبناء قوات الأمن المركزى، الذين يحملون على عاتقهم مهمة تأمين الجبهة الداخلية



Email: sfarag.media@outlook.com