العودة إلى الفهرس الرئيسي
لتحميل الوثيقة في صورة PDF
من المقــال
وقد تأسست حركة المقاومة الإسلامية حماس فى ديسمبر 1987 خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
|
حماس من أين بدأت؟ وإلى أين؟
لواء د. سمير فرج
|
27 فبراير 2025
|
كنت فى زيارة صديقى اللواء طبيب بهاء زيدان مدير مستشفى مجمع الجلاء الطبى للقوات المسلحة منذ سنوات ليبلغنى أن الشيخ أحمد ياسين موجود بالمستشفى وقد حضر خصيصًا من غزة لتلقى العلاج هنا فى مصر استأذنت أن أقوم بزيارته فى غرفته وبعد إبلاغه وافق على أن أزوره حيث وجدت هذا الرجل القعيد الذى دخل تاريخ النضال الفلسطينى بتأسيس حركة حماس.
جلست معه 30 دقيقة ولم أخرج منه بشيء سوى شكره لمصر على مساعدته فى محنته الصحية وكيف أنه سافر إلى بلاد عربية كثيرة لكنه لم يجد الرعاية مثلما وجدها فى مصر عرفت بعدها أننى لم أخرج منه بمعلومة واحدة حيث كان يتهرب منى فى كل سؤال عن حماس ليقول إن الله سبحانه وتعالى هو الذى أيدنا وهو الذى نصرنا ومن هنا صممت بعد ذلك أن أدرس وأتعمق فى قصة حركة حماس.
وجاء اغتيال الشيخ احمد ياسين ليكون صدمة للجميع خصوصا ان عميلا فلسطينيا قام بوضع كبسولة فى كرسى الشيخ ياسين المتحرك حيث تم توجيه صاروخ إسرائيلى مباشرة وتم اغتياله.
وقد تأسست حركة المقاومة الإسلامية حماس فى ديسمبر 1987 خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى انتفاضة الحجارة كفرع لحركة الإخوان المسلمين فى فلسطين تأسست الحركة على يد الشيخ أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسى اللذين رأيا ضرورة وجود كيان مقاوم مسلح لمواجهة الاحتلال الإسرائيلى جاء تأسيس حماس كرد فعل على الاحتلال الإسرائيلى ولتعزيز الهوية الإسلامية فى النضال الفلسطيني.
وجاء تطوير حركة حماس من خلال عدة مراحل المرحلة الأولى من 1987 إلى 1993 ركزت حماس فى بدايتها على العمل الاجتماعى والدعوى إلى جانب النشاط العسكرى أصدرت الحركة ميثاقها الأول عام 1988 الذى أكد رفض الاعتراف بإسرائيل ودعا إلى تحرير كامل فلسطين من النهر إلى البحر خلال هذه الفترة نفذت حماس عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية مما جعلها هدفًا رئيسيًا للقمع الإسرائيلي.
وجاءت المرحلة الثانية من 1994 إلى 2000 بعد توقيع اتفاقيات أوسلو عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل حيث عارضت حماس هذه الاتفاقيات ورفضت المشاركة فى العملية السياسية وهنا ازدادت شعبية حماس بعد فشل اتفاقات أوسلو فى تحقيق تطلعات الفلسطينيين واستمرار بناء المستوطنات الإسرائيلية.
وجاءت المرحلة الثالثة من 2000 إلى 2006 مع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000 حيث عززت حماس وجودها العسكرى عبر جناحها العسكرى كتائب عز الدين القسام وأصبحت حماس لاعبًا رئيسيًا فى الساحة الفلسطينية خاصة بعد اغتيال إسرائيل عددا من قادتها والشيخ أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسى عام 2004.
أما المرحلة الرابعة من 2006 حتى اليوم حين فازت حماس فى الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006 مما أدى إلى صراع مع حركة فتح وانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة حيث سيطرت حماس على قطاع غزة عام 2007 بعد مواجهات دامية مع فتح منذ ذلك الحين حكمت حماس قطاع غزة بشكل منفرد بينما سيطرت فتح على الضفة الغربية استمرت حماس فى تطوير قدراتها العسكرية بما فى ذلك صواريخ محلية الصنع وأنفاق تحت الأرض.
منذ تأسيسها كانت حماس فى صراع دائم مع إسرائيل حيث نفذت عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية وردت إسرائيل بعمليات عسكرية واسعة ضد حماس فى غزة كما فرضت إسرائيل حصارًا مشددًا على قطاع غزة منذ عام 2007 مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية فى القطاع وبالنسبة لموقفها مع إسرائيل فلقد جرت محاولات عديدة لتحقيق هدنة بين الطرفين أبرزها اتفاق تبادل الأسرى عام 2011 الذى أفرج بموجبه عن الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط مقابل أكثر من 1000 أسير فلسطيني.
وخلال الفترة الماضية سعت إسرائيل إلى تعميق الانقسام الفلسطينى حيث دعّمت وجود حماس فى غزة عبر السماح بوصول 30 مليون دولار شهريًا من قطر كانت هذه الأموال تصل عبر طائرة قطرية ويتسلمها مندوب قطر فى إسرائيل تحت حراسة مشددة من قوات الجيش الإسرائيلى ثم تُنقل إلى غزة حيث تتسلمها حماس للصرف على القطاع وبذلك ازدادت قوة حماس فى مواجهة حركة فتح فى الضفة الغربية ما أدى إلى استمرار الخلاف بين الطرفين بدعم غير مباشر من إسرائيل لهذا السبب توجه المعارضة الإسرائيلية اليوم انتقادات لرئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو متهمة إياه وحكومته بدعم حماس مما مكّنها من إنتاج الأسلحة والصواريخ خلال السنوات الماضية وهو ما سمح لها بتنفيذ هجومها على إسرائيل يوم 7 أكتوبر 2023 والذى كبدها خسائر كبيرة.
ومن المتوقع أن يكون هذا الملف من أبرز القضايا التى سيحاسَب عليها نيتانياهو إلى جانب رئيس الأركان ومدير الشاباك ومدير أمان المخابرات الحربية الإسرائيلية بعد الحرب ويرجَّح أن يخضعوا لتحقيق مشابه لما حدث بعد حرب 1973 مع مصر حين أدانت لجنة أجرانات القيادات الإسرائيلية بسبب التقصير فى الاستعدادات.
وعندما بدأت حماس عملياتها العسكرية، ضد إسرائيل فى السابع من أكتوبر، كان هدف إسرائيل هو القضاء على حماس، ولكنها لم تحقق هدفها بالقضاء عليها ولكنها اضعفت قوة حماس العسكرية ولعل مشاهد تسليم الرهائن الإسرائيليين، أوضحت بقوة، ان حماس مازالت موجودة، ولم يتم القضاء عليها.
Email: sfarag.media@outlook.com
|