العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

بل وزاد الأمر بمهاجمة كل السفن والناقلات الأمريكية والبريطانية، علاوة على الإسرائيلية، ليتغير شكل الصراع فى البحر الأحمر.

إسرائيل فى مأزق
 

لواء د. سمير فرج

 27 يناير 2024


فجأة وجدت إسرائيل نفسها فى مأزق؛ فبينما هى فى خضم الحرب فى غزة، ضد فصائل المقاومة الفلسطينية، للشهر الرابع على التوالي، إذا بالحوثيين يدخلون دائرة الحرب، بإغلاق مضيق باب المندب، أمام الملاحة الإسرائيلية، للسفن المارة بالبحر الأحمر، من وإلى ميناء إيلات الإسرائيلي، الذى يعد منفذهم الوحيد على البحر الأحمر، ليمنعوا بذلك وصول الإمدادات البحرية إلى إسرائيل، ويمنعوا خروج البضائع منها للخارج. بل وزاد الأمر بمهاجمة كل السفن والناقلات الأمريكية والبريطانية، علاوة على الإسرائيلية، ليتغير شكل الصراع فى البحر الأحمر.

وأمام ذلك التصعيد، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا فى التعامل مع تلك المشكلة، بتشكيل تحالف بحرى عسكري، باسم «حارس الازدهار»، يضم 20 دولة، ليبدأ عملياته بالتصدى للهجمات الحوثية ضد السفن الإسرائيلية وغيرها، قبل أن يطور ذلك التحالف الجديد استراتيجيته، فى البدء بعمليات هجومية ضد مواقع الحوثيين، فى اليمن، التى يتم منها إطلاق الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة.

ويبدو أن إسرائيل لم تتعلم الدرس من حرب 1973، حينما أغلقت مصر مضيق باب المندب، فى تمام الساعة الثانية والربع من ظهر يوم السادس من أكتوبر، لتتوقف حركة الملاحة الإسرائيلية إلى ميناء إيلات، ويظل معطلاً خلال الحرب، وهو الميناء الذى كانت إسرائيل تعول عليه فى استقبال البترول القادم من إيران. ليمر على إسرائيل، حينها، أيام صعبة، ظهرت آثارها، بوضوح، خلال مباحثات الكيلو 101، حينما كررت طلبها لمصر بفتح مضيق باب المندب بأى ثمن.

وحيث أنها لم تع الدرس، فقد وجدت نفسها عاجزة عن التصدى للحوثيين من مكانها، وهو ما يدفعنى للظن بأنها قد تتخذ عدداً من التدابير، فور انتهاء الحرب فى غزة، لضمان عدم حصارها عن بعد، فى المستقبل، قد يكون منها التواجد من خلال قواعد عسكرية، على مدخل البحر الأحمر، لحماية القوافل البحرية من وإلى ميناء إيلات، خاصة القوافل المتبادلة مع منطقة الشرق الأقصى، وتحديداً الصين، واليابان، ودول جنوب شرق آسيا، حيث مستقبل الصناعة والتجارة فى العالم، فى ضوء التقدم المذهل للصين، كأحد أقطاب القوى الاقتصادية العالمية، والتى يتوقع لها الخبراء الاقتصاديون أن تتصدر تصنيف القوى الاقتصادية فى العالم، بحلول عام 2030، إذا ما حافظت على ارتفاع معدلات النمو، دون الدخول فى حروب من شأنها تعطيل مسيرتها الاقتصادية.

وسوف توضح الأيام القادمة اتجاهات التحرك الإسرائيلى فى مدخل البحر الأحمر... أين ومتى؟



Email: sfarag.media@outlook.com