العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

وقد رفضت مصر الدخول فى ذلك التحالف البحرى، اعتماداً على مبدئها بعدم الانضمام لأى تحالفات عسكرية.

البحر الأحمر يدخل ميدان المعركة
 

لواء د. سمير فرج

 6 يناير 2024


رداً على الحرب الإسرائيلية على غزة، شنت عناصر الحوثيين، المسيطرة على الأوضاع فى اليمن، حالياً، والتى تعتبر أحد الأذرع القتالية المسلحة لإيران، هجوماً بالمسيرات والصواريخ الباليستية، على الناقلات العابرة للبحر الأحمر، والمتجهة إلى إيلات.

فقامت، فى البداية، بالاستيلاء على إحدى السفن التجارية المملوكة لأحد رجال الأعمال الإسرائيليين، قبل أن تقرر القيادة الحوثية، مهاجمة أى ناقلة تعبر البحر الأحمر ووجهتها إسرائيل.

وخلال الأيام الماضية هاجمت عناصر الحوثيين، إحدى الناقلات التابعة لشركة ميرسك، بأربعة قوارب، فى محاولة للاستيلاء عليها، فأرسلت السفينة نداء استغاثة لقوات التحالف البحرية، التى تدخلت، على الفور، بالطائرات الهليكوبتر الهجومية، ونجحت فى تدمير ثلاثة قوارب، بينما فر القارب الرابع، وتم قتل عشرة حوثيين فى تلك العملية.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد قامت، فور شروع الحوثيين باعتراض الملاحة البحرية بالبحر الأحمر، بتكوين تحالف بحرى، متعدد الجنسيات، باسم حارس الازدهار، لتأمين الملاحة فى البحر الأحمر.

وقد رفضت مصر الدخول فى ذلك التحالف البحرى، اعتماداً على مبدئها بعدم الانضمام لأى تحالفات عسكرية، خاصة أنها عضو بقوة المهام المشتركة 153 المسئولة عن تأمين منطقة البحر الأحمر، والتى تضم قوات بحرية، من عدة دول، وقيادتها فى البحرين. وقد تولت مصر قيادة تلك القوة، لمدة عام، منذ ديسمبر 2022، قبل تسليم القيادة للولايات المتحدة.

وفى الأسبوع الماضى، أجرى وزير الخارجية البريطانى اتصالاً مع الإدارة الإيرانية، لتحذيرها من دعم الحوثيين فى أعمال التعرض للملاحة الدولية فى البحر الأحمر، داعياً إيران للتدخل ومنع الحوثيين من تطوير تلك الأعمال العدائية التى تؤثر على نظام التجارة العالمى. وفى نفس الوقت، فإن الولايات المتحدة وبريطانيا، تدرسان، جدياً، اتخاذ إجراءات هجومية ضد الحوثيين بدلا من السياسة الدفاعية، المعتمدة على التصدى للصواريخ الباليستية أو الطائرات المسيرة، التى يطلقها الحوثيون، من اليمن، ضد الناقلات فى البحر الأحمر.

وقد يعنى هذا احتمال اتساع دائرة القتال، وفتح جبهات قتالية، جديدة، فى الشرق الأوسط، بما للحوثيين من قدرة على استهداف أهداف داخل المملكة العربية السعودية والإمارات، مثلما حدث، منذ عدة أشهر، عندما أطلق الحوثيون الصواريخ الباليستية ضد مطارات جدة وأبوظبى، ولا ننسى هجوم الصواريخ على المنشآت البترولية فى مدينة الظهران السعودية. لذا فإن الجميع يترقب ما ستسفر عنه الأيام القادمة، وهل سيصبح البحر الأحمر ميدان قتال جديد، ومنطقة نزاع، أم سيتغلب صوت العقل مع بداية العام الجديد.



Email: sfarag.media@outlook.com