العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

ومع تطور أعمال القتال في الحرب الروسية- الأوكرانية، اكتشفت روسيا أهمية هذه الطائرات المُسيرة فاستعانت بالطائرات المُسيرة الإيرانية.

هل تحسم المُسيرات الحرب فى أوكرانيا؟
 

لواء د. سمير فرج

 26 أغسطس 2023


فجأة أصبحت أخبار قتال المُسيرات على الجبهة الروسية- الأوكرانية مسار الأحداث يوميًا على كل المواقع الإخبارية، وأصبح هناك من يسأل: هل نحن انتقلنا إلى مرحلة حرب المُسيرات، وهل معنى ذلك أن المُسيرات هي التي سوف تحسم نتائج الحرب بين روسيا وأوكرانيا لأى طرف من الأطراف؟

في البداية نتعرف على المُسيرات، وهى الدرونز، وهى طائرة صغيرة الحجم يتم توجيهها من على الأرض، لذلك لا تحتاج إلى مطارات وممرات إقلاع، حيث يمكن إطلاقها من على مركبة أو أرض فضاء، أو حتى سطح منزل، ولا تحتاج إلى طيار يتم تدريبه سنوات، بل إن مُوجّه هذه الطائرة من الأرض يتم تدريبه من ثلاثة إلى أربعة شهور، لذلك فهى أقل تكلفة، قد تصل إلى عدة آلاف من الدولارات.

وقد تزيد لتصل إلى واحد أو اثنين مليون دولار للمُسيرة المتطورة، عكس الطائرة «F -16» التي وصل ثمنها الآن إلى 100 مليون دولار. وتؤدى الطائرة المُسيرة غالبًا معظم مهام الطائرة المقاتلة في الحصول على المعلومات عن العدو، وتقوم بمهام انتحارية، وتقوم بتدمير الأسلحة والمعدات للقوات المعادية، كما أن صغر حجمها يعطيها القدرة على عدم اكتشافها عن طريق الرادارات العادية، ومن ذلك كله أصبح استخدامها عنصرًا مهمًا في أي معركة بدلًا من الطائرات القتالية العادية، ولقد اكتشفت بعض هذه الدول مبكرًا أهمية دور هذه الطائرات لذلك عملت على تطويرها، حتى جاءت الحرب الروسية- الأوكرانية لتظهر أهميتها، ومنها أمريكا والصين وإيران وتركيا وبعض الدول الأوروبية.

ويبدو أن روسيا لم تهتم كثيرًا بتطوير هذا النوع في الفترة الماضية، حيث ركزت روسيا خلال السنوات العشر الماضية على تطوير أنظمة الصواريخ الباليستية. ونجحت نجاحًا باهرًا في ذلك، حتى أنها خلال الافتتاحية الأولى للحرب مع أوكرانيا قامت بتنفيذ ضربة صاروخية بدلًا من الضربة الجوية، وحققت نتائج مهمة، وأعتقد أن العالم كله سوف يغير أسلوب قتاله مستقبلًا في المرحلة الأولى من الحرب باستخدام الضربة الصاروخية بدلًا من الضربة الجوية ذات التكلفة العالية اعتمادًا على الخبرة الروسية في تلك الحرب.

ومع تطور أعمال القتال في الحرب الروسية- الأوكرانية، اكتشفت روسيا أهمية هذه الطائرات المُسيرة فاستعانت بالطائرات المُسيرة الإيرانية «شاهد»، لكنها بدأت الآن في تطوير تصنيع هذا النوع من الطائرات، وأعتقد أنه في نهاية هذا العام سوف يشهد العالم أنواعًا متطورة جديدة من الطائرات المُسيرة الروسية.

ونعود للأحداث الجارية على أرض الواقع في الحرب الروسية- الأوكرانية، عندما بدأت الحرب في 24 فبراير 2022، نجحت روسيا بعد ثمانية أشهر من الاستيلاء على 20% من الأراضى الأوكرانية في قطاعات لوهانسيك ودونيتسك وزابوروجيا وخيرسون الأربعة، وجاء الشتاء الماضى، وبدأت روسيا في تنظيم الدفاعات في تلك المناطق التي استولت عليها لمنع أي هجوم أوكرانى.

على الجانب الآخر، بدأت أوكرانيا في تلقى الأسلحة والدعم من أمريكا والدول الغربية مثل طائرات «F-16» وأنظمة الدفاع الجوى الباتريوت، والمدفعية هيمارس، ومن ألمانيا الدبابات ليوبارد، ومن إنجلترا الدبابات تشالنجر، ومن فرنسا الدبابات «AMX»، وأسلحة متعددة أخرى، وبدأت أوكرانيا في الاستعداد خلال فصل الشتاء، وأطلقت الهجوم المضاد في الربيع، وانتظر الجميع. حيث جاء الربيع، ولكن بدأت أوكرانيا في الهجوم على الدفاعات الروسية. مع دخول الصيف. ولم ينجح الهجوم المضاد الأوكرانى لعدة أسباب، أولًا أن روسيا لها سيادة جوية على مسرح العمليات، وهذا الأمر يعنى أنه من الصعب قيام أوكرانيا بأى هجوم مضاد. النقطة الثانية أن روسيا أعادت في الشتاء تنظيم دفاعاتها طبقًا للعقيدة الروسية على أعلى مستوى من الخطوط الدفاعية المتتالية. والمواقع التحويلية والموانع المختلفة. ليصعب على أوكرانيا اختراق هذه الدفاعات إلا بقوات متنوعة وبسيطرة جوية.



Email: sfarag.media@outlook.com