العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

نجد صحيفة تايمز الإسرائيلية تصف أهدافها بما أسمته مكافحة الجرائم المنبثقة من المجتمع العربى داخل إسرائيل.

إسرائيل تشكل قوة الحرس الوطنى الجديد
 

لواء د. سمير فرج

 20 مايو 2023


تمكنت إسرائيل، أخيراً، من تشكيل حكومة جديدة، وهى الحكومة رقم 37، كأول حكومة، إئتلافية، يمينية، دينية، متطرفة، برئاسة بنيامين نتانياهو، الذى يتولى المنصب للمرة السادسة فى تاريخه، بعدما فاز حزبه بعدد 64 مقعدا، فى الكنيست، من أصل 120 مقعدا. ليتشارك بذلك حزب الليكود مع خمسة أحزاب أخرى، فى تشكيل الحكومة، وهى: يهودية التوراة المتحد، وشاس، والحزب الصهيونى الديني، وعوتسما يهوديت، ونعومي.

وفى 2 إبريل الماضي، اتخذت تلك الحكومة أحد أهم قراراتها، وهو تشكيل وحدة حرس وطني، بقيادة وزير الأمن الوطنى اليمينى المتطرف، بن غفير، معلنة أن مهمة تلك القوة الجديدة مقاومة الاضطرابات فى المناطق العربية فى إسرائيل. وقد وافق مجلس الوزراء الإسرائيلى على تمويل هذه القوة الجديدة، باستقطاعات من ميزانيات كافة الوزارات، بميزانية تبلغ 276 مليون دولار أمريكى.

وفى حين علت بعض الأصوات، داخل إسرائيل، متهمة الحكومة بتشكيل تلك القوة لقمع المعارضة الإسرائيلية، نجد صحيفة تايمز الإسرائيلية تصف أهدافها بما أسمته مكافحة الجرائم المنبثقة من المجتمع العربى داخل إسرائيل، ومحاربة الابتزاز والجرائم الخطيرة داخل إسرائيل. وعلى الطرف الآخر، اعتبرت القوى العربية أن إنشاء قوات الحرس الوطنى الإسرائيلى ما هى إلا إحدى صور الميليشيات المسلحة، التى سيقودها بن غفير.

وحول تكوين هذه الوحدة، فمن المنتظر أن تضم خمسة ألوية نظامية، قوامها 2500 عنصر من قوات حرس الحدود، إضافة إلى 46 سرية احتياط، يكون من صلاحيتها تنفيذ الاعتقالات، خاصة لما أسمته «المتطرفين العرب داخل إسرائيل». ويعد هذا التنظيم الجديد قوة بين الشرطة والجيش الإسرائيلي، منوط بها السيطرة على الأماكن التى يصعب على الشرطة والجيش دخولها، فضلاً عن التعامل مع ما أطلقوا عليه «الأعمال الإرهابية الفلسطينية».

وقد تقرر تسليح هذه القوة الإسرائيلية الجديدة بوسائل التعامل مع المظاهرات، وعمليات المقاومة الفلسطينية، ومنها العربات المدرعة، المزودة بكاميرات تليفزيونية لتحديد هوية المشتركين فى العمليات، فضلاً عن قاذفات الدخان والمياه. بالإضافة إلى إعداد مراكز قيادة جديدة لمتابعة مناطق تجمع العرب داخل إسرائيل، ومناطق التسلل عبر الحدود.

ومن المنتظر أن تتصدى تلك القوات الجديدة للمقاومة الفلسطينية، سواء داخل إسرائيل أو خارجها، كما سيكون لها جهاز مخابرات ومعلومات خاصة بها، لتحديد عناصر المقاومة الفلسطينية وأماكن تواجدها، ومتابعة عملياتها المنتظرة داخل إسرائيل.

وهو ما يؤكد أن المرحلة القادمة ستشهد شكلاً جديداً من أشكال التعامل الإسرائيلى مع المقاومة الفلسطينية، داخل إسرائيل وخارجها.



Email: sfarag.media@outlook.com