الآمال مع بداية عام 2023

يخطو العالم أولى خطواته نحو العام الجديد، متطلعين إلى انفراجات، بعد عام ملىء بالأحداث المؤلمة، لعل أولها، انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية، التى طالت كافة اقتصادات العالم، الغنية منها والفقيرة، وأثرت عليها سلباً، بموجات من ارتفاع أسعار النفط، ونقص المعروض من المواد والسلع، خاصة الغذائية، ليدخل العالم فى دوامة من ارتفاع معدلات التضخم، والبطالة.

ومع الأمل فى انتهاء الحرب، يبقى السؤال معلقاً عن توقيت انتهائها، والذى تجيب عليه بعض التحليلات المتفائلة، بأنه بعد مرور أشهر الشتاء، مباشرة، وهو ما سيكون نتيجة لضغط الشعوب الأوروبية على حكوماتها، لوقف الدعم إلى أوكرانيا، لإجبارها على الدخول فى مفاوضات سلام مع روسيا، بعدما عانت الشعوب الأوروبية من نقص إمدادات الغاز الروسي، فى شهور الشتاء القارس.

ويعزز من تلك التحليلات، اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التى أعلن الرئيس الحالي، جو بايدن، خوضها، بما يتطلب منه جهداً كبيراً لاستمالة الناخب الأمريكي، الذى يرى فى دعم إدارته لأوكرانيا، سبباً رئيسياً فى استمرار الحرب. وبعد فقد حزبه الديمقراطى لأغلبية المقاعد فى الكونجرس الأمريكي، لصالح الحزب الجمهوري، فى أعقاب الانتخابات النيابية الأخيرة، وما سيستتبعه من عرقلة قراراته المستقبلية، فمن المتوقع أن يتراجع بايدن عن دعمه المطلق لأوكرانيا، وهو ما سيكون سبباً فى قبولها البدء فى مباحثات سلام.

ورغم تعقد الأزمة، بعد قرار بوتين بضم المقاطعات الأربعة للسيادة الروسية، إلا أن الرئيس الأوكراني قد أعلن أنه سيطلب من الأمم المتحدة إجراء مباحثات سلام فى فبراير القادم، وهو ما يؤكد الطرح الذى أعلنه، هنرى كيسنجر، عجوز السياسة المخضرم، فى مايو الماضي، خلال المنتدي الاقتصادي بدافوس، بأن اعتراف أوكرانيا بحق روسيا فى شبه جزيرة القرم، سينهى المشكلة. وعلى صعيد متصل، بدأ الرئيس الفرنسي، اتصالاته مع الرئيس بوتين، لإيجاد طريق لبدء المفاوضات، فى ظل يقين أوروبا، ودول حلف الناتو، بأن روسيا لن تخرج من هذه الحرب، وهى خاسرة.

وتمتد آمال الشعوب، فى العام الجديد، لبقاع أخرى من العالم، كأن يضمن الاتفاق النووي، مع إيران، إلزامها بالتوقف عن دعم الإرهاب، وأن تنتهى مشكلات لبنان السياسية والاقتصادية، وأن تستقر الأوضاع فى كل من سوريا، وليبيا، والسودان، وأن يعود السلام لليمن، وأن تضطلع الدول المتقدمة بدورها فى دعم الدول النامية، التى عانت من مغبات الثورات الصناعية ولم تنعم بمقدراتها.

وببساطة، فإن الشعوب تأمل أن يعم السلام على الأرض، وأن تنتهى الصراعات السياسية بين قوى العالم المتناحرة.