العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

وهذه أولى خطوات التعمير و التنمية وبدأالتخطيط لتعمير وتنمية سيناء بتخصيص 275 مليار جنيه.

سيناء الأمل والمستقبل
 

لواء د. سمير فرج

 3 مايو 2018


تخرجت في الكلية الحربية عام 1963 ضابطا برتبة ملازم وعمرى 17 عاما وبعد إجازة التخرج التى استمرت أسبوعا علمت أن توزيعى فى إحدى وحدات المشاة فى سيناء، لذلك تجمعنا فى الصباح فى محطة مصر لنستقبل القطار المتجه الى العريش والواقع أن القطارات فى هذا التوقيت كانت على درجة عالية جدا من النظافة والرقى مع الالتزام بدقة المواعيد, أما عربات الطعام فكانت على درجة عالية جدا من الجمال والفخامة مثل مثيلاتها فى مطاعم القاهرة حتى نوعية الطعام كانت رغم بساطتها أكثر من رائعة، ووصلنا الى القنطرة لنعبر من فوق كوبرى الفردان لننطلق داخل سيناء الحبيبة صحراء شاسعة. القطار يهيب الأرض ولا شيء حولك سوى الرمال الصفراء ومررنا على ما يسمى مدن بئر العبد والشيخ زويد كل منها مبان تعد على اصابع اليد الواحدة حتى وصلنا الى العريش العاصمة الإدارية لشمال سيناء ثم بعدها مدينة الابطال وهى المحطة العسكرية للقوات المسلحة المصرية واستقبلتنا الموسيقى العسكرية بالأناشيد العسكرية وهو تقليد تحرص عليه القوات المسلحة المصرية عند استقبالها للضباط الجدد وتوجهنا طبقا للتقاليد العسكرية لنلتقى بقائد القوات المصرية فى سيناء وهو اللواء احمد إسماعيل الذى أصبح فيما بعد المشير احمد إسماعيل وزير الحربية فى فترة حرب 1973 وخلال كل هذه التحركات كانت العربات تسير بالساعات دون ان نقابل أى تجمعات أو منازل، فقط صحراء شاسعة على مرمى البصر لا يتوقفها شيء وحتى مدينة العريش كانت مدينة صغيرة جدا أهم ما فيها نادى ضباط القوات المسلحة والمستشفى المركزى ومبنى الشرطة ومبنى المحافظة البسيط ،وبعض المبانى الإدارية البسيطة.

اما أروع ما يمكن أن تراه هناك بلاج العريش قمة مما يمكن ان تتخيله فى حياتك الشاطئ البسيط وعليه أشجار النخيل الرائعة، وللحق من أجمل الشواطئ التى قد تراها فى حياتك. وعندما جلست طويلا هذه الأيام أتذكر ما حدث وكيف اننا تركنا سيناء طوال هذه المدة بلا تعمير وبلا تنمية أدركت صحة المقولة التى تؤكد أن تأمين سيناء يأتى من تنمية وتعمير سيناء. لقد ظلت سيناء منذ بدء التاريخ الفرعونى مدخلا للغزاة منذ عهد الهكسوس وبعدها كانت كل الغزوات تأتى من الشرق لذلك كانت كل دفاعات الفراعنة يعتمد على القلاع الموجودة فى سيناء ولذلك عندما جاء الهجوم الإسرائيلى عام 1967 لم يكن هناك ظهير من الشعب يحمى القوات المسلحة داخل سيناء لذلك اندفعت القوات الإسرائيلية حتى وصلت إلى قناة السويس فى ستة أيام واليوم أقول إن التخطيط الحقيقى لتأمين سيناء قد بدأ ليس فقط بالقوات المسلحة ولكن بالتنمية التى تشهدها محاور سيناء وكنا ننادى منذ زمن بربط سيناء بالوطن الأم فكان ذلك حبرا على ورق فكان هناك كوبرى الفردان وكبرى السلام ثم نفق الشهيد أحمد حمدى فى السويس و لم يكن ذلك كافيا والآن أصبح هناك 6 محاور جديدة تستطيع أن تعبر منها الى سيناء من الدلتا فى دقائق معدودة وهذه أولى خطوات التعمير و التنمية وبدأ التخطيط لتعمير وتنمية سيناء بتخصيص 275 مليار جنيه، وأن أولى المشروعات هى شبكة الطرق التى تربط مدن القناة ثم داخل سيناء ونظرا لندرة المياه فى سيناء فلقد تم عمل مشروعات تحلية مياه البحر لتغطية جميع الاحتياجات لمدن العريش والشيخ زويد ورفح كما تم تنفيذ وحدات سكنية جديدة تستوعب كل الوافدين للعمل هناك وأعتقد من أهم ما تم إنجازه هو تسكين البدو، وأعتقد انها تمت هذه المرة بنجاح حيث كان فى السابق يتم بناء منازل فى منطقة وسط سيناء ويتم تسليمها للبدو وبالطبع فأن البدو يبحثون دائما على المياه لكن هذه المرة كان يتم حفر الأبار للتأكد من وجود مياه يتم بعدها بناء المساكن حول البئر وتسليمها للبدو وهكذا نجحنا لأول مرة فى مشروع استيطان البدو فى سيناء وهجر البدو عملية الترحال بحثا عن المياه.

تم تشييد المدارس الثانوية الجديدة خصوصا فى نخل و الحسنة وأصبح من الإمكان بعد 3 سنوات أن نرى من أبناء سيناء من هو ضابط قوات مسلحة أو شرطة أو وكيل نيابة او طبيب او مدرس وتصبح سيناء مستقبلا لأبناء أهل هذا الوطن بدلا من المغتربين الذين يعيشون هناك.

أما المفاجأة فكانت انتهاء العمل من مطار البردويل الذى سيكون جاهزا لتصدير أسماك البردويل أغلى أنواع الأسماك فى العالم، كذلك نجاح الدولة فى استكمال التخطيط بإنشاء المدرسة الثانوية للثروة السمكية هناك وتم توسيع المزرعة السمكية بالبحيرة ومصنع قوارب الصيد وتغليف الأسماك كما تم تطوير ميناء العريش لتزيد قدرته من استقبال 4 سفن وزيادة الأرصفة ليتسع 20 سفينة لتكون مؤشراً على أن تصدير كل إنتاج سيناء فى المستقبل خصوصا فى الأسمنت وبودرة السيراميك, لذلك جاء قرار أن ينتهى مشروع تطوير سيناء فى عام 2022 قرارا يعنى انتهاء عزلة سيناء عام 2022 وتعود الى حضن الوطن الام كاملة ولم تعد سيناء راجعة لينا فى الأغانى فقط ولكن أيضا بالتخطيط والتنفيذ والمتابعة وهكذا تغلق مصر نهائيا بوابة الغزوات التى تأتى من الشرق.



Email: sfarag.media@outlook.com