العودة إلى الفهرس الرئيسي
لتحميل الوثيقة في صورة PDF
من المقــال
وبهذه المناسبة، تذكرت منذ عدد من السنوات، عندما كانت حفيدتى الكبرى «فرح» تستعد لدخول المدرسة.
|
عندما نُحسن الاختيار
لواء د. سمير فرج
|
2 مايو 2025
|
غالباً ما يظن معظم العامة أن عملية اختبارات المواجهة، أو الاختبار الشخصى المعروف باسم «كشف الهيئة»، هى عملية قائمة على التوصية، وهو ما ترسخ فى ذهن البعض من رواية «رد قلبى» وبطلاها «إنجى وعلى»، حيث كانت الواسطة هى أساس دخول على ابن الجناينى للكلية الحربية. وإن كان فى ذلك شىء من الحقيقة من قبل، إلا أنه منذ تولى الرئيس السيسى مقاليد البلاد، حرص على الحضور بنفسه، فى عدة مرات، لاختبارات كشف الهيئة للقبول بالكليات العسكرية، للتأكد من حُسن اختيار ضباط المستقبل للقوات المسلحة المصرية.
وبهذه المناسبة، تذكرت منذ عدد من السنوات، عندما كانت حفيدتى الكبرى «فرح» تستعد لدخول المدرسة، أن أشار علىَّ العديد من الأصدقاء بمدرسة متميزة فى مصر، وهى المدرسة الألمانية، بمنطقة باب اللوق، التى تتبع نظام التعليم الألمانى، وتُمولها الحكومة الألمانية، وتستقدم مدرسيها من ألمانيا، ويحصل خريجوها على شهادة «الأبيتور» المعادلة لشهادة الثانوية العامة فى مصر.
وبالفعل، قدمت أوراق حفيدتى للمدرسة، وعلمت أن طاقماً متخصصاً يحضر من ألمانيا للمشاركة فى الاختبارات الشخصية لكل طالبة، ونصحنى معظم معارفى بضرورة التوصية، نظراً لارتفاع أعداد المتقدمين، مع تفضيل إدارة المدرسة أن يكون الأب أو الأم، أو كلاهما، ممن درسوا اللغة الألمانية أو متحدثيها. وجاء يوم الاختبار، ودخل الثلاثة؛ ابنتى، وزوجها، وفرح الحفيدة أمام ثلاثة من الألمان، أحدهم يتحدث مع الأب، والثانى يتحدث مع الأم، والثالث يراقب الحفيدة.
وبعد أسبوع أُعلنت النتيجة بقبول فرح بالمدرسة، فتوجهت لشكر السيدة مديرة المدرسة، وأبلغتها بأننى نُصحت بالبحث عن «واسطة» للتوصية بقبول حفيدتى، وهنا فتحت السيدة المديرة درج مكتبها، وسحبت منه ملفًا، وقالت لى: «اقرأ لماذا تم قبول فرح»، وأضافت: «الأم خريجة الجامعة الأمريكية، والأب يشغل منصباً مرموقاً، وهو الأمر السائد بين طالبات المدرسة، ولكنه ليس سبب قبول فرح؟».
ولما ناولتنى الملف، علمت منه أن تقرير العضو الثالث فى اللجنة، المنوط بمراقبة فرح، هو ما رجح قبولها بالمدرسة، إذ ذكر أنه عند بدء الاختبار، توجهت فرح لقسم الألعاب الموجود فى ركن الغرفة، ولم تختر الدمية «باربى» الموجودة ضمن اللعب، بل أخذت لعبة المكعبات، وظلت تلعب بها، ومع انتهاء المقابلة، قامت فرح بإعادة ترتيب المكعبات فى العلبة، وأعادتها إلى مكانها قبل أن تترك الغرفة.
وقالت لى مديرة المدرسة إنه لهذا تم قبول فرح فى المدرسة، وهكذا كانت فرح هى ذاتها التوصية اللازمة لدخول المدرسة الألمانية، لأنها طفلة محبة للعلم، ومنظمة، ومرتبة، وهى العوامل الأساسية للاختيار الألمانى
Email: sfarag.media@outlook.com
|