العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

من أهم إنجازاته أنه أخرج أمريكا من مستنقع الحرب فى فيتنام، وحصل عن ذلك على جائزة نوبل للسلام.

كسينجر على أبواب المائة عام
 

لواء د. سمير فرج

 8 يوليو 2023


فى عيد ميلاده المائة، مازال هنرى كيسينجر، وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، يقدم آراءه فى مختلف القضايا الدولية. ذلك الرجل ذو الأصول الألمانية، اليهودية، الذى هاجرت أسرته إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى عام 1938، وحصل على جنسيتها عام 1943، وخدم فى جيشها خلال الحرب العالمية الثانية، ثم درس العلاقات الدولية فى جامعة هارفارد، وحصل فيها على درجة الدكتوراه، ثم عمل أستاذاً بها، قبل أن يعمل مستشاراً للرئيس الأمريكي، ثم عينه هنرى نيكسون وزيراً للخارجية عام 1973.

من أهم إنجازاته أنه أخرج أمريكا من مستنقع الحرب فى فيتنام، وحصل عن ذلك على جائزة نوبل للسلام، ويحسب له تحسين العلاقات الأمريكية مع الدول الشيوعية، أيام الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتى والصين، كما نجح فى توقيع اتفاقية الفصل بين القوات، فى حرب 1973، بين مصر وإسرائيل.

أما عن علاقتى أنا شخصياً مع ذلك الرجل، فترجع لأيام دراستى فى كلية كمبرلى الملكية بإنجلترا، وأنا فى العشرينيات من عمري، عندما اخترت كتابه “American Foreign Policy”، أو «السياسة الخارجية الأمريكية»، ليكون أول كتاب أقوم بتلخيصه، فى حياتي، دون الإخلال بمحتواه، ولا أنكر أننى تعلمت، من هذا الكتاب، الكثير من فنون السياسة الخارجية.

ومنذ أسابيع قليلة، ظهر كيسنجر، فى حفل تكريم بنادى نيويورك الاقتصادي، للاحتفال بعيد ميلاده المائة، وبينما هو يطفئ الشموع على كعكة الشوكولاتة، أعلن عن آرائه عن بعض ما يدور فى العالم، الآن، فأكد أن الصين أصبحت خصماً خطيراً لبلاده، ومع ذلك دعا لضرورة الحوار معها، محذراً بلاده من «الخصومة الطائشة» مع الصين، للحد من احتمال نشوب صراع عسكرى بين القوتين.

أما فيما يخص الملف الروسى الأوكراني، فرغم تأكيد دعمه لموقف بلاده المؤيد لأوكرانيا، فقد حذر من مغبات خسارة روسيا لهذه الحرب، معتبراً أن عرض أوكرانيا الانضمام إلى حلف الناتو كان خطأ فادحاً، أدى لنشوب الحرب، كما شدد على أن جزيرة القرم لم تكن، أبداً، أوكرانية، عبر التاريخ، وأن قبول أوكرانيا لتلك الحقيقة، سيكون مفتاحاً لحل تلك الأزمة. وهو ما تناولته كافة وسائل الإعلام، باعتباره بارقة أمل للوصول إلى تسوية سلمية لهذه الحرب، على أساس عدم انضمام أوكرانيا لحلف الناتو وقبولها بأحقية روسيا فى شبه جزيرة القرم، مقابل انسحاب روسيا من باقى الأراضى الأوكرانية التى ضمتها إليها. وهكذا، ورغم تقدم سنه، وضع «السياسى العجوز» الخطوط العريضة للمفاوضات، وصولاً لاتفاق سلام مستقبلاً.



Email: sfarag.media@outlook.com