العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

واستمعت إلى شرح السيد مدير الكلية الجوية عن معامل الطيران، وعددها تسعة معامل، مجهزة بأحدث التكنولوجيات العالمية.

يوم فى الكلية الجوية
 

لواء د. سمير فرج

 22 فبراير 2024


بدعوة من السيد اللواء أركان حرب طيار مدحت كامل زكى، مدير الكلية الجوية للقوات المسلحة المصرية، تشرفت بإلقاء محاضرة لطلبة الكلية، وأعضاء هيئة التدريس، والعاملين، فى قاعدة بلبيس العسكرية الجوية، عن تحديات الأمن القومى المصرى، خاصة فى الوقت الراهن.

والحقيقة أننى لم أتعجب من عودتى من تلك الزيارة، لذلك الحصن العسكرى المصرى العظيم، ممتلئاً بالسعادة والفخر، خاصة أن السيد مدير الكلية، قد صحبنى، بعد المحاضرة،فى جولة لجميع أنحاء الكلية، تعرفت خلالها على المستوى المتميز الذى وصلت إليه، فى العملية التعليمية، إذ شاهدت أجود وأرقى معامل التدريب، التى لا تراها إلا فى المؤسسات التعليمية العالمية، ومعامل المحاكاة (Simulators)، المخصصة لتدريب الدارسين على الأرض، على جميع أنواع الطائرات، قبل الطيران فى الجو.

وقبل الاستفاضة عن تفاصيل زيارتى للكلية الجوية، اسمحوا لى أن استعرض نبذة عنها، وعن تاريخ نشأتها الذى يعود إلى عام 1936، فى مطار ألماظة فى القاهرة، وفى عام 1937 وصل إليها، من بريطانيا، عشر طائرات من طراز مايلز ماجستر، لتدريب الطيارين المصريين.لاحقاً، انتقل مقر الكلية إلى بلبيس، وافتتحه الملك فاروق الأول، فى 20 فبراير 1948، ككلية الطيران الملكى، وفى عام 1960، أعاد الرئيس جمال عبدالناصر افتتاحها، بعد إضافة فرع العلوم العسكرية، لتصبح الكلية الجوية المصرية.

تمتد الدراسة بالكلية لأربع سنوات، ويحصل خريجوها على درجة البكالوريوس فى الطيران، بالإضافة إلى درجة البكالوريوس فى إدارة الأعمال من إحدى الجامعات المصرية، ويشمل التخصص فى الكلية فرعين أساسيين؛ أولهما الطيران، الذى يتخرج فيه طيارو المقاتلات، أما الفرع الثانى فهو الملاحة والحواسب، ويتخرج فيه الطالب للعمل فى الملاحة الجوية داخل الطائرة، أو للعمل فى المراقبة الجوية من داخل المطارات لتوجيه الطائرات. وتتيح شهادة التخرج، للطيار أو الملاح، العمل فى الطيران الحربى، أو الطيران التجارى، بعد اجتياز دورة تدريبية على نوع الطائرة التجارية التى سيعمل عليها، وهو الأسلوب المعترف به فى كل دول العالم، بعد تنفيذ عدد ساعات طيران محددة فى سجل الطيران، والتى يتم تسجيلها، حالياً، بصورة إلكترونية، فى قاعدة بيانات، ليكون لكل طيار، فى العالم، سجل طيران خاص به.

تنفذ الكلية الجوية المصرية، حالياً، 13 دورة تدريبية، يحصل من خلالها المتدرب على شهادات إجازة طيار، وإجازة طيران مدنى، وإجازة مدرس الطيران الآلى، وإجازة مدرس العلوم الأرضية للطيران، وشهادة إدارة مخاطر الطيران، وشهادة إدارة نظم السلامة الجوية، وشهادة طرق التدريس الجوى، بما يؤهله للعمل فى مجال تدريس الطيران، بأى كلية طيران على مستوى العالم، مدنية كانت أو عسكرية، فضلاً عن شهادة إجازة ملاح طائر، وإجازة مدرس ملاحة طائر، و8 دورات تدريبية أخرى بمدرسة المراقبة الجوية.

ولعل من أبرز إنجازات الكلية، فى الأعوام القليلة الماضية، منذ عام 2018، حصولها على خمس شهادات أيزو فى نظام إدارة الجودة، وإدارة الجودة للمؤسسات التعليمية، والجودة فى نظام إدارة البيئة، وشهادات الجودة فى نظام إدارة الصحة والسلامة المهنية، وأخيراً نظام إدارة الجودة فى صحة الغذاء. وخلال السنوات السابقة، تخرج فى الكلية الجوية المصرية طيارون، وملاحون، ومدرسون لعلوم الطيران والملاحة من 26 دولة عربية وإفريقية. كما علمت أن الكلية قد انتهت من تكوين فريق الألعاب الجوية المصرى، الذين نسعد بمتابعة عروضهم فى مختلف المناسبات القومية المصرية، وعلمت بتقديمها دورات تدريبية للطيارين، من مختلف دول العالم، على هذه الألعاب الجوية، تأكيداً للريادة المصرية فى شتى المجالات العسكرية.

وخلال جولتى بالكلية، انبهرت بمعامل التعليم التفاعلى، لمحاكاة سيناريوهات الطيران الواقعية، وكذلك معامل اللغات الإنجليزية والفرنسية، للحصول على شهادة إجازة اللغة من منظمة الطيران المدنى الدولى (ICAO)، من المستوى الرابع، الذى يعد أعلى المستويات العالمية للطيارين من المنظمة، وكذلك معامل تعليم الحاسبات الآلية، التى تؤهل الطيار والملاح على التعامل بكفاءة مع جميع أنظمة الحاسبات الآلية، ومختلف أنواع التطبيقات العالمية فى مجال الطيران. وفى سبيلها لصقل إمكانات الدارسين بها، تستعين الكلية الجوية المصرية، بالسادة أعضاء هيئات التدريس بالجامعات المصرية، فى مختلف العلوم المدنية.

واستمعت إلى شرح السيد مدير الكلية الجوية عن معامل الطيران، وعددها تسعة معامل، مجهزة بأحدث التكنولوجيات العالمية فى ذلك المجال الحيوى، ومنها معامل تسليح الطائرات، ومعامل نظم المعلومات الجوية، ومعامل محركات الطائرات، ومعامل أبراج المراقبة، ومعامل الإنترنت الجوى، فضلاً عن معامل المحاكاة لكابينة عدد من طائرات التدريب، التى يتدرب فيها الطالب بواسطة شاشات الرادار، دون الطيران الفعلى فى الجو، بما يشمله ذلك من تدريبات على أساليب الإقلاع والهبوط، وتدريبات الطيران النهارى والليلى، والتدريب على حل المشكلات المرتبطة بكل ذلك. تضم الكلية أربع محاكيات رائعة؛ منهم محاكاة الطائرات الأمريكية، ومحاكاة لتدريب ملاحى الطائرة، ومحاكاة للطائرة (C-130) الأمريكية الصنع.

جاءت تلك الزيارة ضمن زياراتى للجامعات المصرية، التى بدأتها منذ شهر أكتوبر الماضى، بمناسبة مرور 50 عاماً على نصر حرب أكتوبر المجيدة، والتى ضمت، حتى يومنا هذا، زيارة 24 جامعة، وطنية وأهلية وخاصة، خرجت منها، جميعاً، وكلى فخر، بما لمسته من تقدم علمى وعملى، وكلى أمل فى شباب مصر الذى سيستكمل مسيرة نهضتها. واليوم وأنا أغادر بوابة الكلية الجوية، فى إنشاص، تجيشت مشاعر الفخر بداخلى، وأنا أرى حراس سماء مصر مزودين بأرقى العلوم العسكرية، لحماية وطنهم ومقدرات شعبهم. تحيا مصر ... تحيا مصر ... تحيا مصر.



Email: sfarag.media@outlook.com