العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

وضعت مصر أسلوباً متميزاً لإدارة الأزمات والكوارث، وهو ما تم تطبيقه فى كارثة السيول التى اجتاحت ليبيا.

تفوق الجيش المصرى فى إدارة الكوارث
 

لواء د. سمير فرج

 30 سبتمبر 2023


خرج تقرير «جلوبال فاير باور»، هذا العام، مصنفاً الجيش المصرى بأنه الأقوى عربياً وأفريقياً، بمقاييس القوة والقدرة العسكرية. وأضافت القوات المسلحة المصرية شرفاً جديداً، فى هذه الأيام، وهو التفوق فى مجال إدارة الكوارث الطبيعية.

لم يأت هذا التفوق من فراغ، ولكن من تراكم الخبرات فى هذا المجال، منذ تسعينيات القرن الماضي، عندما تعرض صعيد مصر إلى كارثة سيول جارفة، فهبت القوات المصرية لنجدة أهل الصعيد، وبانتهاء الأزمة، خرجت القوات المسلحة بنتائج لتطوير فكر وإدارة الجيش المصري، كان منها إنشاء مركز دائم لإدارة الكوارث، ودعمه بأحدث الأجهزة اللازمة، ومنها أجهزة التنبؤ بالزلازل. وفى عام 1999، تدخلت مصر فى كارثة زلزال إزمير، بتركيا، وتحملت القوات المصرية عبء إدارة هذه الأزمة بالكامل، حتى كان المستشفى الميدانى والمخبز الميدانى هما المسئولان عن كامل عملية الإنقاذ فى مدينة إزمير.

ومن مثل تلك التجارب، وضعت مصر أسلوباً متميزاً لإدارة الأزمات والكوارث، وهو ما تم تطبيقه فى كارثة السيول التى اجتاحت ليبيا، فكان التحرك المصرى سريعاً، بدأ باجتماع السيد رئيس الجمهورية مع قيادات وزارة الدفاع، لمتابعة خطة تقديم العون للأشقاء فى ليبيا، ووجه خلاله بإيفاد وفد عسكرى مصري، برئاسة رئيس الأركان، للتعرف على أبعاد الموقف، والوقوف على احتياجات الجانب الليبي، والتنسيق معهم لسرعة تقديم المعونة اللازمة.

وفى اليوم التالي، مباشرة، شهد الرئيس السيسى اصطفاف عناصر الدعم من القوات المسلحة، المشاركة فى تقديم العون والإغاثة لمدينة درنا، كما أصدر قراره بإرسال حاملة الطائرات الميسترال «جمال عبد الناصر»، إلى ليبيا، فى أول رحلة لها خارج مصر، لتكون مستشفى متقدمًا لاستقبال الحالات، ولتكون مركز قيادة لجميع عناصر القوات العسكرية المصرية فى ليبيا.

ووصلت قوات الدعم المصرية، واستقبلها الأشقاء الليبيون استقبالاً عظيماً يليق بها، وعلى الفور، أقامت قواتنا أكبر مركز للإيواء، خارج مدينة درنة، شاملاً كافة الاحتياجات؛ من مقار الإقامة، والمخبز الميداني، والخدمة الطبية، مع البدء فى إزالة الأنقاض، والبحث عن المفقودين.

كما شارك أفراد المهندسين العسكريين فى تقييم سدود درنا، لتقديم المشورة الفنية للجانب الليبي، وقام رجال الضفادع البشرية، والغطاسون المصريون من هيئة قناة السويس بالبحث عن الجثث فى مياه البحر أمام مدينة درنة.

وكانت لفتة كريمة من السيد الرئيس أن أمر بعودة جثامين المصريين من ليبيا، لدفنهم فى أرض مصر. وهكذا تظل القوات المسلحة المصرية هى حجر أساس المنطقة، ليس فى المجال العسكرى فحسب، وإنما فى إدارة الكوارث.



Email: sfarag.media@outlook.com