العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

قام الاتحاد السوفيتى بإعادة تسليح الجيش المصرى بمستلزماته من الأسلحة، والمعدات العسكرية.

لماذا يحب المصريون روسيا والرئيس بوتين؟
 

لواء د. سمير فرج

 22 يوليو 2023


مع تطورات الحرب الروسية الأوكرانية، التى بدأت فى فبراير من العام الماضى، أظهر الشارع المصرى تعاطفاً مع روسيا، ورئيسها فلاديمير بوتين، وهو ما يرجع، فى الأغلب، لمتانة العلاقات التاريخية، بين البلدين، التى بدأت فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى، وتحديداً فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عندما دعم الاتحاد السوفيتى مطالب مصر لبناء السد العالى.

وإنشاء مصانع الحديد والصلب فى حلوان، ومجمع الألمونيوم فى نجع حمادى. أما فى أعقاب هزيمة 1967، التى تسببت فى خسارة القوات المسلحة المصرية لمعظم عتادها العسكرى فى سيناء، قام الاتحاد السوفيتى بإعادة تسليح الجيش المصرى بمستلزماته من الأسلحة، والمعدات العسكرية، ولما حان وقت التحضير لهجوم مصر على خط بارليف، واقتحام قناة السويس، وصلنا الإمداد الروسى فى صورة كبارى العبور، والمعدات البرمائية.

ورغم انهيار الاتحاد السوفيتى، عام 1991، كانت مصر فى طليعة الدول التى أقامت علاقات استراتيجية مع روسيا الاتحادية، وتوجتها بالزيارات الرئاسية المتبادلة، بداية من زيارة الرئيس مبارك إلى روسيا فى عامى 2001، و2006، ثم زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى روسيا فى 2014، و2015، و2018، التى دعاه الرئيس بوتين، فى إحداها، لزيارة مركز التحكم العسكرى الروسى، التابع لوزارة الدفاع الروسية، وهو ما لاقى اهتماما على المستوى العالمى، حيث كان الرئيس السيسى أول أجنبى يزور ذلك المركز. بالإضافة إلى زيارة الرئيس بوتين لمصر فى 2017، فضلاً عن عدد من اللقاءات الثنائية، بين الزعيمين، على هامش الفاعليات الدولية، التى كانت سبباً فى توحيد الرؤى، خاصة فى مجال التصدى للإرهاب.

وبعد ثورة يونيو 2013، ازدهر التعاون العسكرى، مع روسيا، فى مجالات تحديث منظومات الدفاع الجوى، قصير المدى ومتوسط المدى وبعيد المدى، بما رفع من كفاءة قوات الدفاع الجوى المصرية. كما قامت القوات البحرية الروسية بإهداء مصر طراداً من طراز مولينا، بالإضافة إلى صفقة طائرات «ميج 29» وطائرات «كا 52» المروحية، يضاف لذلك إسهامات روسيا فى تطوير المصانع الحربية، المنشأة منذ عهد الرئيس عبد الناصر، لترقى لمستوى المصانع الذكية العالمية، إيماناً من الرئيس بوتين بضرورة دعم مصر فى كافة تحدياتها الإقليمية.

وعلى الصعيد الاقتصادى، تطورت العلاقات بقيام روسيا بإنشاء أول منطقة صناعية، خارج أراضيها، داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والتعاون فى إقامة أول محطة للطاقة النووية فى الضبعة. فضلاً عن الشراكة التجارية التى تنعكس فى زيادة حجم الصادرات المصرية إلى روسيا، خاصة من المحاصيل الزراعية، كالبرتقال والبطاطس.

فلا عجب أن يتعاطف المصريون مع روسيا، ورئيسها، باعتبارهم حلفاء وشركاء تاريخيين لمصر.



Email: sfarag.media@outlook.com