العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

الجيوش تدين بولائها للدولة والوطن.

30 يونيو الجيش المصرى

 

لواء د. سمير فرج

 1 يوليو 2023


فى يوم 30 يونيو من كل عام، يبادرنى سؤال، عما كان سيؤول إليه حالنا، إن لم ينحز الرئيس عبد الفتاح السيسى لطلب الشعب المصرى بتخليصه من حكم الإخوان؟

وإحدى إجابات ذلك السؤال، تخص القوات المسلحة، التى يستهدف الحكم الدينى المتطرف التخلص منها، وإنشاء كيان بديل لها، وهو «الحرس الثوري»، مثلما حدث فى إيران، فى خمسينيات القرن الماضى، بعد عزل الشاه محمد رضا بهلوى، وتولى الخمينى مقاليد الحكم، ومثلما حدث فى أفغانستان فى سبعينيات نفس القرن؛ ففى كل مرة يتولى الحكم الإسلامى المتطرف مقاليد الحكم، يظهر «الحرس الثورى الإسلامي» بديلاً للقوات المسلحة. أما السبب فى ذلك، ببساطة، أن الجيوش تدين بولائها للدولة والوطن، كما نُقسم عند التخرج فى الكلية الحربية، أما الحرس الثورى فيكون ولاؤه للمرشد أو آية الله، أى للعشيرة أو الجماعة.

وهو ما كاد أن يحدث فى مصر، بعد تولى الإخوان للحكم، إذ زار مصر، مرتين، قاسم سليمانى، مؤسس الحزب الثورى الإسلامى فى إيران، دخل، فى كل مرة، بجواز سفر مزيف، التقى خلالهما بالقيادى الإخوانى خيرت الشاطر، وعرض عليه، فى المرة الأولى، تصوراً لتنظيم وإدارة الحرس الثورى المصرى، من حيث الهيكل التنظيمى، وآلية تجنيد الأفراد والقادة، ووسائل التمويل والإمداد بالتسليح المناسب، وأسلوب التدريب والإعداد، وأخيراً، منهج التخلص التدريجى من القوات المسلحة المصرية على مراحل.

وبعد أربعة شهور، عاد سليمانى، إلى مصر، فى زيارته الثانية، لمتابعة تنفيذ خطة إعداد الحرس الثورى المصرى، ففوجئ بأن خيرت الشاطر لم ينفذ منها إلا ما يقرب من 20%، فقط، مبرراً تأخره بأنه لم يجد كوادر من جماعة الإخوان بين ضباط الجيش المصرى، أو ضباط الصف، لتكليفهم بالمهمة، حيث إن الجيش المصرى يحظر انضمام أى إخوانى إلى صفوفه. فثار قاسم سليمانى بشدة، ووجه خيرت الشاطر بترشيح عناصر من جماعة الإخوان، لتدريبهم فى طهران، تحت الإشراف الشخصى لسليمانى، ليكونوا نواة الحرس الثورى المصرى.

وبفضل الله، وعنايته لمصر، لم يمهل القدر خيرت الشاطر الفرصة لإرسال مرشحيه، ولم يمهل قاسم سليمانى الفرصة لتدريبهم؛ إذ كان الرئيس السيسى قد استجاب لمطالب الشعب المصرى، وخلصنا من حكم الجماعة الإرهابية. وفى 2020، استهدفت الولايات المتحدة، سليمانى، بطائراتها المسيرة، وقضت عليه بالقرب من مطار بغداد، أثناء عودته من سوريا.

وهكذا، وفى ملحمة جديدة، يؤكد الجيش المصرى، أقوى الجيوش العربية والإفريقية، أنه صمام أمان الوطن، ودرع الشعب المصرى.



Email: sfarag.media@outlook.com