العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

وقد كانت الندوة التثقيفية فرصة للتعرف على جزء من نشاط جامعة بورسعيد، الفنى والثقافى، علاوة على دورها التعليمى المتميز، من خلال العروض التى قدمتها.

أكتوبر ٧٣ من بورسعيد
 

لواء د. سمير فرج

 3 نوفمبر 2022


بدعوة من السيد اللواء أركان حرب عماد أحمد زكى، قائد قوات الدفاع الشعبى والعسكرى، والأستاذ الدكتور أيمن محمد إبراهيم، رئيس جامعة بورسعيد، شاركت فى الندوة التثقيفية الرابعة والثلاثين، التى نظمتها قيادة قوات الدفاع الشعبى، فى رحاب جامعة بورسعيد، بهدف تنمية روح الولاء والانتماء، وتوعية شباب مصر بالمخاطر التى تهدد الأمن القومى. ولقد شرفت بتقديم محاضرة لشباب الجامعة وأبناء بورسعيد الحبيبة، عن حرب أكتوبر 73 المجيدة، ودور القوات المسلحة المصرية الباسلة، وشعب مصر العظيم، خاصة أبناء مدن القناة، الذين تم تهجيرهم خلال حرب الاستنزاف.

ولقد سعدت، فى الحقيقة،خلال هذه الندوة، بأن لمست، عن قرب، الدور الجديد الذى تقوم به قوات الدفاع الشعبى والعسكرى، إضافة لدورها المعهود سواء فى تنظيم التدريب العسكرى لشباب مصر فى المدارس الثانوية والجامعات، من خلال تدريس مادة التربية العسكرية، أو دورها على المعاونة فى أسلوب مجابهة الأزمات والكوارث بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية فى كل محافظات مصر، أو تنظيم زيارات ميدانية لطلاب المدارس والجامعات إلى وحدات القوات المسلحة والكليات العسكرية بهدف توعية الطلاب. فقد أصبح لها، الآن، دور كبير، وجديد،من خلال مثل تلك الندوات، فى توعية وتثقيف شباب مصر، فى مختلف الأعمار والمستويات الاجتماعية، خاصة ضد ما يتعرض له، حالياً، من حرب ضارية على شبكات التواصل الاجتماعي.

وقد كانت الندوة التثقيفية فرصة للتعرف على جزء من نشاط جامعة بورسعيد، الفنى والثقافى، علاوة على دورها التعليمى المتميز، من خلال العروض التى قدمتها، سواء من خلال فقرة الإنشاد الدينى،التى تلتها مسرحية بعنوان أغنية على الممر، لمدة 30 دقيقة، ثم أوبريت غنائى وطنى فى حب مصر، من فريق كورال جامعة بورسعيد. وبعدها قامت قيادة قوات الدفاع الشعبى بتكريم أسر شهداء مدينة بورسعيد الباسلة، فى عمليات مكافحة الإرهاب فى سيناء، كما تم تكريم بعض أبناء ذوى الهمم، من أبناء المحافظة. فخرج الاحتفال متنوعا، وراقيا، سواء من حيث المحتوى، أو التنظيم، الذى يعد إحدى سمات القوات المسلحة المصرية.

والحقيقة أن مثل تلك الندوة التثقيفية، ليست الوحيدة التى تتم فى الجامعات المصرية، ولا تقتصر إقامتها على الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر العظيم، بل يتم إقامة مثيلاتها فى كل الجامعات المصرية، على مدى العام الدراسى، إيماناً من القوات المسلحة المصرية بدورها التوعوى لشباب مصر، فى هذه المرحلة المهمة من تاريخ مصر، التى يتعرض فيها الشباب المصرى إلى حملة ضارية، من حروب الجيل الرابع والخامس، تستهدف عقولهم. ليتأكد لنا أن دور القوات المسلحة ليس، فقط، فى الدفاع عن أمن مصر وترابها، ولكن الدفاع عن شعبها ضد محاولات اختراق عقول الشباب، وتشويشها، خاصة من خلال منصات التواصل الاجتماعى، أوالسوشيال ميديا، الذى أصبح الوسيلة الأسرع، والأقرب، فى إعلام هذا العصر.

وما أسعدنى فى هذا اليوم، وأنا ابن من أبناء مدينة بورسعيد، أن أزور الجامعة التى تحمل اسمها، والتى تم إنشاؤها عام 2010، بتحويل فرع جامعة قناة السويس، بمدينة بورسعيد، إلى جامعة مستقلة، والآن وصل عدد كلياتها إلى ثلاث عشرة مؤسسة وكلية، وهى كليات الطب، والصيدلة، والعلوم، والتجارة، والتربية، والتربية الرياضية، والتربية النوعية، والتربية للطفولة، والتمريض، والحقوق، والآداب، ونظم الإدارة والمعلومات، فضلاً عن كلية الهندسة، التى كانت أول كلية تقام بها، فى عام 1975، وكانت تتبع جامعة حلوان. كذلك بدأت بورسعيد فى إنشاء أول مستشفى جامعى، لخدمة كلية الطب الجديدة، وهو ما سيرفع من كفاءة الخدمة الصحية لأهالى بورسعيد. فأصبحت جامعة بورسعيد، بمختلف كلياتها، تلبى جميع مطالب أبناء بورسعيد فى كل التخصصات، ولم يعد شباب المحافظة بحاجة إلى الالتحاق بجامعات خارج مدينتهم.

ولا يقتصر الأمر على جامعة بورسعيد، فحسب، وإنما تم إنشاء جامعة التكنولوجيا والطاقة الحديثة، وجامعة بورسعيد الأهلية، فى شرق بورسعيد، فى منطقة رمانة،فى سيناء، والتى افتتح بها، فى هذا العام، كليتا الطب والهندسة، ومن المقرر أن تكمل هذه الجامعة الجديدة كلياتها الست فى العامين القادمين. وعندما شاهدت الصور القديمة لمنطقة رمانة، فى سيناء، وكيف تحولت كثبانها الرملية إلى جامعات جديدة، تذكرت إشادة الأمم المتحدة، فى تقرير لها فى يناير الماضى، بالاستراتيجية المصرية القائمة على تأمين سيناء من خلال تنميتها. فسعدت أن أصبحت مدينتى الجميلة، بورسعيد، تحتوى على ثلاث جامعات، وهو ما كان حلما لنا جميعاً، منذ طفولتى، وأخواتى الثلاث، بها، الذين اضطروا للسفر إلى القاهرة للالتحاق بالجامعات فيها، بينما تركتها أنا لألتحق بالكلية الحربية. فاليوم صار بهذه المدينة الباسلة ثلاث جامعات، على أعلى المستويات، لتحقق مطالب أبنائها من التعليم، الذى يوّفى متطلبات سوق العمل، لكيلا يتغرب أبناؤها بعد الآن، وهى الفلسفة التى تقوم عليها وزارة التعليم العالى فى مصر.

وفى طريق العودة للقاهرة، تمنيت أن تقوم كل مؤسسة من مؤسسات الدولة بدورها فى توعية شبابنا، الذين هم أمل المستقبل، كل فى مجاله، سواء الأزهر أو الكنيسة، الجامعة أو المدرسة، ومراكز الشباب والأندية الرياضية وقصور الثقافة وكل وسائل الإعلام النزيه، التى تلعب دوراً محورياً فى صياغة حاضرنا ومستقبلنا، فتوعية الشباب، الذى سيقود مصر فى المستقبل، يعتبر هدفاً قومياً، لتعريفه بالمخاطر التى تتعرض لها بلادنا، وكيفية التصدى لها ومواجهتها، باعتبار ذلك أمناً قومياً مصرياً.



Email: sfarag.media@outlook.com