العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

إلا أن حجم الخسائر بين صفوف القوات الإسرائيلية وصلت إلى 17 طائرة، بينما خسرت القوات الجوية المصرية خمس طائرات فقط، سقط إثنان منها بسبب نفاد الوقود.

معركة المنصورة الجوية .. أغلى انتصارات أكتوبر 73
 

لواء د. سمير فرج

 15 أكتوبر 2022


احتفلت القوات الجوية المصرية أمس، الرابع عشر من أكتوبر، بعيدها الذى حققت فيه أغلى انتصار جوى فى العصر الحديث، وهو معركة المنصورة الجوية، والتى دارت أحداثها فوق مطار المنصورة، بمشاركة 200 طائرة حربية، منها 120 طائرة إسرائيلية من أنواع الفانتوم، وسكاى هوك، وميراج 2000، مقابل 80 طائرة حربية تابعة للقوات المصرية من طراز ميج 21، وسوخوى 7، وميراج 2000.

بدأت المعركة بهجوم الطائرات الإسرائيلية على القواعد المصرية، من جهة البحر المتوسط، تفادياً للهجوم من اتجاه سيناء، الذى كان سيعرضها لضربات حائط الصواريخ المصري، غرب القناة، والذى كان سبباً فى شل قدرتها على التصدى للهجوم المصرى فى يوم 6 أكتوبر 1973.

قامت الخطة الجوية الإسرائيلية على أساس تنفيذها عبر ثلاث موجات جوية؛ تعتمد الأولى منها على استدراج طائرات الميج المصرية وإبعادها عن الطائرات التى تحميها، أما الموجة الثانية فتقوم على ضرب وإسكات الدفاعات الجوية المصرية والرادارات، بينما الموجة الثالثة هى الموجة الهجومية لضرب المطارات العسكرية المستهدفة.

دارت أحداث هذه المعركة العظيمة على مدار 53 دقيقة، لتسجل فى المراجع العسكرية كأطول، وأقوى وأشرس المعارك الجوية فى التاريخ العسكرى الحديث، والتى انتهت بانتصار القوات الجوية المصرية. فرغم التفوق العددى والنوعى لطائرات العدو الإسرائيلي، مقارنة بالمقاتلات المصرية، إلا أن حجم الخسائر بين صفوف القوات الإسرائيلية وصلت إلى 17 طائرة، بينما خسرت القوات الجوية المصرية خمس طائرات فقط، سقط إثنان منها بسبب نفاد الوقود.

وهو ما سجل فى المراجع العسكرية الدولية، وكانت كفاءة الطيارين المصريين محط إشادة من الخبراء العسكريين الدوليين، لقدرتهم على تخطى عقبة التدنى النسبى لكفاءة الطائرات السوفيتية الميج 21 والسوخوي، أمام نظائرها من الفانتوم وسكاى هوك. وأذكر جيداً تعليق معهد ستوكهولم، على تلك المعركة، بأن الطيارين الإسرائيليين دخلوا هذه المعركة يملؤهم الغرور، اعتماداً على شهرتهم بأنهم اليد الطولى للجيش الإسرائيلي، وفق ما ادعوا بعد حرب 67، بينما خاضها الطيار المصرى معتمداً على كفاءة تدريبه، وارتفاع روحه المعنوية، وإصراره على محو هزيمة 67، فتحقق له النصر فى هذه المعركة الجوية. وهكذا تظل معركة المنصورة الجوية المصرية أبلغ دليل على قوة وعظمة الطيار المقاتل المصري، الذى حقق نصراً عظيماً على القوات الجوية الإسرائيلية فى أشرف حروب العصر الحديث، وهى حرب أكتوبر 73 المجيدة.



Email: sfarag.media@outlook.com