العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

التي استشهد فيها المقدم أركان حرب أحمد المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة، و26 من رفاقه الأبطال، بعدما أثبتوا، مرة أخرى، بطولة، وشجاعة، شباب مصر من رجال القوات المسلحة، والصاعقة المصرية.

ليلة بكت فيها مصر والعالم العربي
 

لواء د. سمير فرج

 30 مايو 2020


منسي بقى اسمه الأسطورة” هي بعض كلمات نشيد الصاعقة، الذي ردده أبطال الكتيبة 103، ليخلدوا به ذكرى قاداتهم، وزملائهم، الأبطال، الذين سطروا ملحمة البرث، بمدينة رفح المصرية، في 7 يوليو 2017، فأصيب منهم من أصيب، واستشهد الباقون، وهم ملتحمون بأسلحتهم، يؤدون واجبهم، في الدفاع عن وطنهم، بعزة، وشرف.

وليلة إذاعة الحلقة الثامنة والعشرون من مسلسل “الاختيار”، التي أثني، بشدة، على قرار إذاعتها، بدون فواصل إعلانية، تمكن المشاهد المصري، والعربي، من متابعة تفاصيل تلك المعركة الكبيرة، التي استشهد فيها المقدم أركان حرب أحمد المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة، و26 من رفاقه الأبطال، بعدما أثبتوا، مرة أخرى، بطولة، وشجاعة، شباب مصر من رجال القوات المسلحة، والصاعقة المصرية. فأحدثت الحلقة هزة كبيرة في المجتمع المصري، والعربي، وخاصة فئة الشباب، بعدما تعرفوا على حجم التضحيات، وبطولات أبناء مصر، في مقابل زيف ادعاءات، وأفكار، الجماعات الإرهابية، التي سمحت المخابرات الحربية، لأول مرة، بنشرها، من خلال شهادات موثقة.

أبكت هذه الحلقة كل متابعيها، وهم يتعرفون على أفراد الكتيبة، ودور كل منهم، في الدفاع عن الأرض، وتسابقهم للاستشهاد في سبيل الحفاظ على موقعهم، وعلى عهد قطعوه على أنفسهم، أمام الله، بألا يسمحوا للتكفيريين بدخول مبنى الكمين، وتنفيذ مخططهم، بالقضاء على البطل أحمد المنسي، ورجاله الشجعان، والتمثيل بأجسادهم، ورفع علم داعش على المبنى، وتصويره، ونشره في وسائل الإعلام، مثلما فعلوا، في 2015، مع الطيار الحربي الأردني معاذ الكساسبة. فوفى الأبطال بعهدهم، حتى استشهدوا، ومعهم قائدهم أحمد المنسي، بعدما سطروا ملحمة رائعة في معنى الدفاع عن الوطن.

كان التكفيريين قد حشدوا، لتلك المعركة، كل قواتهم، في سيناء، من نحو 1130 إرهابي، وعدد من عربات الدفع الرباعي المسلحة بالرشاشات، و2 سيارة مفخخة تم تدريعها ضد شتى أنواع الأسلحة، وصواريخ كورنيت الأمريكية الصنع التي لا تتوفر إلا في الجيوش المتقدمة، ومدافع هاون، ورشاشات 14,5 المضادة للطائرات، وغيرهم من المتفجرات، فخسر التكفيريين كل ذلك، و40 جثة تركوها في أرض المعركة، ولم يتمكنوا من السيطرة على هذا الموقع، الذي يتحكم في طريق الإمداد لهم، من غزة إلى وسط سيناء.

بهذا العمل الدرامي استعادت القوة الناعمة المصرية سلاحها في توضيح الكثير من الحقائق، للشعب المصري، والعربي، وتجسيد تفاصيلها، الغائبة عن البعض، فخسرت الجماعات الإرهابية، وموالوها، بالخارج، الذين ينشرون سمومهم، كل ليلة، من خلال الوسائل الإعلامية التركية، والقطرية، وأثلج صدري الإعلان عن إذاعة الجزء الثاني من مسلسل “الاختيار”، في رمضان القادم، بإذن الله، بعدما أثبت المواطنون تعطشهم للتعرف على بطولات أبنائهم، وهم كثر.



Email: sfarag.media@outlook.com