العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

وقد أكملت، حتى اليوم، زيارة خمس وعشرين جامعة مصرية.

مصر فى أمان مادامت جامعاتها فى أمان
 

لواء د. سمير فرج

 16 مارس 2024


قمت، خلال الشهور الماضية، بداية من أكتوبر 2023، بزيارة العديد من الجامعات المصرية، لإلقاء محاضرات، احتفالاً باليوبيل الذهبى لنصر أكتوبر 73، ولتوعية شباب الجامعات بالأخطار، والتحديات، الحالية، التى تواجه الأمن القومى المصرى.

وقد أكملت، حتى اليوم، زيارة خمس وعشرين جامعة مصرية، لم يغب عن ذهني، خلالهما، رد رئيس الوزراء الياباني، عام 1989، على سؤال أحد الصحفيين عن خطة اليابان لدخول القرن الواحد والعشرين، وهى من السبع الكبار اقتصادياً فى العالم، إذ أجابه، ببساطة متناهية «بإعداد الشباب الذى سيقود الأمة فى القرن الجديد»!.

والحقيقة أننى استنبطت تبنينا لنفس الخطة، مما رأيته بتلك الجامعات، سواء الجديد منها، أو ما تم تطويره ليواكب متطلبات العصر، فقد أقيمت الجامعات الجديدة على أعلى درجات التميز فى مجالات التكنولوجيا الحديثة؛ سواء من حيث المناهج العلمية أو البرامج العملية، فقد رأيت فى الجامعات معامل النانو تكنولوجى، وعلوم الفضاء، ونظم المعلومات. حتى شكل قاعات المحاضرات، فقد تغير، تماماً، وأصبح فى شكل بيضاوي، مثبت على مكاتبها أجهزة الحاسب الآلى الحديثة، وبالعدد الكافى للطلبة، بما يسمح باستخدام جهاز مخصص لكل منهم، سواء لنسخ المادة العلمية، أو لعرض مشروعه ذى الصلة بموضوع المحاضرة.

وحتى تصميم المبانى صار حديثاً، ومتميزاً، مثل، الجامعة اليابانية، بالإسكندرية، المُصممة على الطراز الياباني، ولن تكفى السطور لأفى جامعة المنصورة الجديدة حقها فيما شهدته من حداثة معامل كلياتها، مثلها جامعة الجلالة، المبرمجة للعمل إلكترونياً، وهو ما دفعنى لطلب زيارة مكتب شئون الطلبة بها، وفى ذهنى صورة الملفات المكدسة على الأرفف، يكسوها الغبار، ففوجئت بأن المكتب به موظفتان، أمامهما جهاز حاسب آلى يحمل كل ما تريد معرفته عن بيانات طلبة الجامعة، البالغ عددهم أربعين ألفاً.

فناديت على أحد الطلبة، المار بالصدفة أمام المكتب، لأطلع على الإجراءات المتبعة، فمرر كارنيه كليته أمام شاشة صغيرة، وفى لحظة ظهرت بياناته كاملة؛ المصاريف، ونتائج الدراسة فى كل فصل دراسي، حتى سجل زياراته للعيادة الطبية، والأدوية التى صرفها.

ولما أعلن الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، عن خطة مصر للقضاء على الاغتراب، بدءاً من العام القادم، بإقامة عدد من الجامعات فى كل محافظة، تذكرت أيامى فى بورسعيد، ولهفة أمى وأبى على إخوتى الثلاث، الذين يدرسون فى القاهرة ... كانت تلك لمحة بسيطة عن الجامعات المصرية، التى سيتخرج فيها جيل عظيم يستكمل مسيرة بناء مصر الغالية.



Email: sfarag.media@outlook.com