زيارة للجامعة اليابانية فى مصر

بمناسبة اليوبيل الذهبى لنصر أكتوبر المجيد، قررت الطواف بين مختلف جامعات مصر، للحديث مع طلابها عن انتصارنا الغالى فى تلك الحرب، خاصة أن الكثير من الشباب، بل ومن يبلغ عمرهم، اليوم، خمسين عاماً، لم يعاصروا تلك الحرب، وقد لا يعلمون الكثير عن تضحيات شعبنا المناضل، وجيشنا الباسل، حتى استعدنا كل ذرة تراب من أراضينا.

فكان من ضمن جولاتى أن زرت الجامعة اليابانية فى مصر، والتى رأيت أن أفرد عنها مقالاً، بعدما رأيته فيها من تطور هائل. تقع الجامعة فى غرب مدينة الإسكندرية، ومنذ دخولك إليها تشعر وكأنك فى اليابان، وإن لم تزرها من قبل، فجميع مبانيها مصممة وفقاً للطراز المعمارى الياباني، الذى اطلع عليه بعضنا من خلال زيارات سابقة لليابان، أو من خلال متابعة وسائل الإعلام المرئية.

تشمل الجامعة عدداً من الكليات، بمختلف أقسامها، فمثلاً كلية الهندسة يتفرع منها أقسام هندسة الإلكترونيات والاتصالات، وهندسة الحاسبات الآلية وتكنولوجيا المعلومات، وهندسة البتروكيماويات، وهندسة الطاقة ومصادرها، والهندسة البيئية، والهندسة الطبية، وهندسة العلوم الحيوية. فضلاً عن كليات الصيدلة، والفن والتصميم، وكليات العلوم فى الكيمياء والرياضيات وعلوم الفضاء، والفيزياء الطبية التطبيقية، وكليات علوم تصميم الميديا، وعلوم الصناعات الإبداعية، وغيرها من العلوم الحديثة، التى تدرسها اليابان لشعبها، لمواكبة تطورات العصر. جدير بالذكر أن الجامعة تعتمد على الطاقة الشمسية فى كل أركانها، وتستخدم الذكاء الصناعى فى تعاملاتها.

ينقسم مجلس إدارة الجامعة إلى نصفين؛ أحدهما من اليابانيين، والنصف الآخر من المصريين، وتزخر الجامعة بأحدث المعدات والأدوات التكنولوجية، فى العلم الحديث، على مستوى العالم، والتى تأتى ضمن إسهامات اليابان فى إنشاء هذه الجامعة، كما تتطابق كافة المناهج الدراسية مع تلك التى تُدرس فى اليابان. ينظم عمل الجامعة قانون خاص، لتحريرها من البيروقراطية،

اعتمدت الجامعة، عند بدايتها، على استقبال طلاب الدراسات العليا؛ الماجستير والدكتوراه، ومنذ سنتين فتحت الباب للدراسات الجامعية، علماً بأن دراساتها عملية، بما يتماشى مع مطالب العصر الحديث فى الصناعات التكنولوجية المتقدمة، وبما يخدم سوق العمل المصرى. وتقدم الجامعة منحاً للعديد من الدارسين الأفارقة، الذين تستضيفهم مصر، بدلاً من سفرهم لليابان.

لقد شعرت بالفخر أن يكون فى مصر جامعة بهذا المستوى العلمى المتميز، وأدركت أنها أحد أسباب قرار الرئيس السيسى بإطلاق اسم رئيس الوزراء اليابانى الأسبق، شينزو أبي، على أحد محاور القاهرة، تقديراً لدوره فى تسليح شباب مصر، بأحدث العلوم الجديدة، لقيادة مصر نحو مستقبل زاهر بإذن الله.