زيارة إلى سوهاج

بدعوة من السيد اللواء طارق الفقى محافظ سوهاج، والسيد الدكتور مصطفى عبد الخالق رئيس جامعة سوهاج، والسيد الدكتور حسن النعمانى نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا، ألقيت محاضرة لطلبة وشباب الجامعة عن تحديات الأمن القومى المصرى فى عام 2023، وحروب الجيلين الرابع والخامس. والحقيقة أن سعادتى كانت بالغة، بلقاء ذلك الشباب المستنير من أبناء الجامعة، ومعهم السادة أعضاء هيئة التدريس، واستمتعت بالنقاش المفتوح معهم، فى أعقاب المحاضرة، واستفدت من الاستماع لآرائهم، والإجابة على تساؤلاتهم، دون مواربة.

وفضلاً عن اللقاء، فقد زادت سعادتى بمشاهدة التطور الذى طال محافظة سوهاج، بدءاً من مطارها الدولي، الذى يستقبل كل الرحلات من الدول العربية، مروراً بطرقها الجديدة والمطورة، وصولاً إلى مدينة سوهاج الجديدة، التى تضاهى أرقى أحياء القاهرة، من حيث التخطيط والنظام والالتزام بالارتفاعات. أما الريف السوهاجي، فلا أنكر مفاجأتى بالاستماع لعرض السيد المحافظ، الهمام، اللواء طارق الفقي، عما تم تنفيذه ضمن «مشروع حياة كريمة»، التى بادر بها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، إذ تم إنشاء 18 محطة جديدة لمياه الشرب النقية، بعدد 181 شبكة مياه للشرب، و167 محطة صرف صحى لكل القرى. كما تم الانتهاء من 85 مشروعا للغاز الطبيعي، من المنتظر أن يغطى كافة قرى المحافظة فى العام القادم.

أما فى قطاع الصحة فتم إنشاء 4 مستشفيات جديدة، فضلاً عن تطوير 4 مستشفيات أخرى بأحدث الأجهزة، وخاصة الأشعة ومعامل التحاليل. بينما تعمل مستشفى جامعة سوهاج، بنفس كفاءة باقى المستشفيات الجامعية فى مصر. وفى قطاع التعليم تم إنشاء 124 مدرسة جديدة، ورفع كفاءة 108 مدارس أخرى، فضلاً عن تطوير جامعة سوهاج، ووجود 18 كلية بها، بأعلى مستويات التعليم، وهو ما لمسته خلال لقائى بالطلبة وأعضاء هيئة التدريس، سواء فى وعيهم بكل ما يدور فى مصر من تنمية، أو فى فخرهم بالانتماء لتلك الجامعة الهامة. يضاف لكل ذلك تطوير الأسواق الحضارية، وتطوير 30 مجمعا حكوميا فى المحافظة، لخدمة أبنائها، الذين عانوا، ضمن أبناء صعيد مصر، من الإهمال، فى فترات سابقة، عاصرتها، بنفسي، عندما كنت محافظاً للأقصر، طوال سبع سنوات؛ فلم يكن التطوير شاملاً، أو متناسباً مع مطالب أهل الصعيد. أما فى تلك الليلة، فعدت للقاهرة، فى المساء، تملؤنى السعادة بأن صارت محافظة سوهاج، بلد التطور والحياة الكريمة لأهلها، ولم تعد، فقط، «بلد المواويل» كما وصفها الرائع صلاح جاهين، وشدت بها داليدا.