العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

وتعددت التطبيقات، فمنها المختص بالترجمة، والذى استفدت منه استفادة كبرى، لترجمة عدد من المقالات والتقارير الاستراتيجية المنشورة بلغات مختلفة، كالألمانية أو الصينية أو اليابانية.

إلى أين تأخذنا التكنولوجيا؟
 

لواء د. سمير فرج

 21 يناير 2023


عندما ظهرت الآلة الحاسبة، منذ عقود طويلة، بقدرتها على إجراء العمليات الحسابية البسيطة، مثل الجمع والطرح والضرب والقسمة، وحتى قبل تقدمها لإجراء العمليات الأكثر تعقيداً، اعتبرنا ذلك طفرة تكنولوجية هائلة، أسهمت كثيراً فى دعم قدراتنا العملية. ثم ظهر الحاسب الآلي، أو الكمبيوتر، الذى كان سبباً أساسياً فى إحداث نقلة نوعية فى مفاهيم وسلوكيات حياتنا العلمية والعملية. وتطورت استخدامات الحاسب الآلي، بالتزامن مع تطور حجمه واستخداماته، وظهرت الهواتف المحمولة، التى شهدت تطوراً مطرداً، حتى وصلت لما يحمله، الأغلبية العظمى، اليوم، من هواتف ذكية، التى ارتبطنا بها ارتباطاً، يستحيل خلخلته، وذلك لما تتيحه من تطبيقات مختلفة، صارت عصباً لاستخداماتنا اليومية، كل وفق اهتماماته، واحتياجاته.

فعلى ذلك الجهاز الصغير حجماً، صرنا نحمل قدراً كبيراً من أعمالنا، سواء على تطبيقات البريد الإلكتروني المختلفة، أو التطبيقات البنكية التى تتمكن من خلالها من إجراء معاملاتك المالية، دون الحاجة لزيارة البنك، وحتى لأغراض السفر، سواء للعمل أو الإجازة، شهدنا انحساراً فى دور شركات السياحة، التى كنا نعتمد عليها، كلياً، فى إصدار تذاكر الطيران، وذلك بعدما أتاحت التطبيقات الذكية، إمكانية الاطلاع على رحلات كافة خطوط الطيران، وحجز الأنسب منها، وسداد المبلغ المطلوب.

وحتى حجز الفنادق، أذكر انبهاري، فى أول استخدام لأحد التطبيقات المخصصة له، من الأسئلة التى أجبت عليها، لإرشادى لأنسب الفنادق لي، كسؤال عن أولوياتى فى اختيار موقع الفندق؛ فى وسط المدينة، أم فى مناطق التسوق، أم بالقرب من مستشفى.

تلاه سؤال عن موقع الغرفة داخل الفندق، وإن كنت أفضلها مطلة على البحر، أم المدينة، وإن كنت أفضلها فى الأدوار العليا أم الأدنى، وغيرها من الأسئلة. ثم تأكد حجز الغرفة، واطلعت على صورها، وأتاح التطبيق تخفيضاً بلغ 20٪ عن سعرها المعلن.

وتعددت التطبيقات، فمنها المختص بالترجمة، والذى استفدت منه استفادة كبرى، لترجمة عدد من المقالات والتقارير الاستراتيجية المنشورة بلغات مختلفة، كالألمانية أو الصينية أو اليابانية، فمن خلال الهاتف المحمول تمكنت من الحصول على ترجمة عربية لتلك المنشورات، ورغم أن الترجمة لا تزيد دقتها عن نسبة٩٠٪، ولكنها كافية لأغراض الاطلاع. ومؤخراً اطلعت على تطبيق، كان مفاجأة لى شخصياً، وهو القدرة على كتابة تقرير، أو مقال أو أية مكاتبات، بأى لغة، دون الحاجة لاستخدام الحاسب الآلي، وذلك من خلال المحادثة مع التطبيق، أو إملائه، بمعنى أدق، ليتولى هو إعداد المطلوب كتابته فى صورة نهائية.

وحتى القيادة، صارت مدعومة بتطبيقات ذكية للقيادة، ولصف السيارة ذاتياً، إنها التكنولوجيا الجديدة التى ننتظر أن نرى منها العجائب كل يوم.



Email: sfarag.media@outlook.com