العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

أسعد أخبار آخر العام، هو الكشف البترولي الجديد، بالصحراء الغربية، تحديداً في منطقة أبو سنان، بمعدل إنتاج يومي يصل إلى 7000 برميل، يوازيه في الأهمية، قرار توصيل الغاز الطبيعي، إلى 10,5 مليون وحدة سكنية، جديدة، ممن لم تصلهم الخدمة، بما يخفف من أعباء المواطن، في الاستفادة بالخدمة المتميزة، والتخلص من عذاب البحث عن أنبوبة البوتاجاز.

صفحات مضيئة ونحن نطوي عام 2019
 

لواء د. سمير فرج

 25 ديسمبر 2019


ونحن نطوي صفحات عام 2019، ونستعد لاستقبال العام الجديد 2020، وجدتني استرجع بعض ومضات عام ولى، مذكراً نفسي، بضرورة التشبث، بالإيجابيات، التي تبعث على النفس الأمل، وتدفع على الاستمرار، والمثابرة، والمضي قدماً. والحقيقة أن الإيجابيات كثر، لا يحصيها مقال واحد، لذا سأمر على بعضها، بإيجاز، عساها تبعث في نفس قارئها، ما استشعر من تفاؤل.

الاقتصاد المصري:
رغم ما مرت به الدولة من أحداث جسام، في السنوات القليلة الماضية، من شأنها دمار دول برمتها، ورغم ما حملته الإدارة المصرية من إرث ثقيل، وبرغم صعوبات الحياة اليومية على المواطن المصري، إلا أن الدولة تبنت برنامجاً، جاداً، للإصلاح المالي والاقتصادي، عازمة على تحقيق معدلات نمو مرتفعة، ومستدامة، لتتساقط ثماره على عموم الناس، تباعاً. لم يكن هناك بد من بدء ذلك البرنامج الإصلاحي، رغم ما يعتريه من بعض القسوة، من وجهة نظر المواطن العادي، إلا أنه من وجهة النظر الاقتصادية، له مردود إيجابي، على المدى البعيد، والقريب، فحققت مصر، في العام المالي الحالي، معدل نمو بلغ 5.7%، مسجلة، بذلك أعلى معدل نمو في المنطقة، رغم تباطؤ المعدلات العالمية، فضلاً عن توقعات البنك الدولي باستمرار ارتفاع معدل النمو، في مصر، في العام القادم، ليصل إلى 6%.

إطلاق القمر الصناعي “طيبة سات 1”:
حدث هام، دخلت به مصر، لأول مرة، فضاء الأقمار الصناعية المعنية بالاتصالات، تماشياً مع رؤيتها، لتحقيق التنمية المستدامة 2030، من خلال النهوض بقطاع الاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات، باعتباره قاطرة النمو، في العصر الحالي، المتجه بخطى، سريعة، نحو التحول الرقمي. يأتي القمر الصناعي طيبة 1، ضمن سلسة من الأقمار الصناعية المصرية، المقرر إطلاقها، ليوفر ذلك القمر الصناعي تغطية لخدمة الإنترنت السريع، والاتصالات في الجمهورية، بما فيها جميع المناطق التي حرمت من تلك الخدمات، لسنوات طويلة، بل ويمتد مداه إلى مناطق شمال أفريقيا، ودول حوض نهر النيل، إضافة إلى ما يتيحه من خدمات أمنية متطورة.

محور 30 يونيو:
نفذت مصر، في الفترة الماضية، مشروعات كبرى، لتحسين شبكة الطرق والكباري القومية، بإنشاء، وتطوير، 4500 كم من الطرق، وهو ما يجعلني استدعي كلمات أستاذتي بكلية الآداب، بجامعة عين شمس، الدكتورة سعاد الصحن، عندما كانت تردد علينا، “أن الطرق هي شرايين الحياة”. والحقيقة، أنني استخدمت، شخصياً، عدد، لا بأس به، من تلك الطرق، التي انتهى العمل بها في 2019، فأذهلني حجم الإنجاز، والدقة في التنفيذ، بمقاييس عالمية، في “محور 30 يونيو” الجديد، الذي يبدأ من ميناء بورسعيد، ودمياط، ليربطهما بمواني البحر الأحمر، وصولاً إلى بورسودان، بما من شأنه تحقيق نهضة اقتصادية كبرى لمصر، وتمركز استراتيجي.

البترول:
أسعد أخبار آخر العام، هو الكشف البترولي الجديد، بالصحراء الغربية، تحديداً في منطقة أبو سنان، بمعدل إنتاج يومي يصل إلى 7000 برميل، يوازيه في الأهمية، قرار توصيل الغاز الطبيعي، إلى 10,5 مليون وحدة سكنية، جديدة، ممن لم تصلهم الخدمة، بما يخفف من أعباء المواطن، في الاستفادة بالخدمة المتميزة، والتخلص من عذاب البحث عن أنبوبة البوتاجاز.

السياحة:
تقدم قطاع السياحة المصري 9 مراكز، في مؤشر تنافسية السفر والسياحة، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، ليحتل المركز 65 عالمياً، إضافة إلى تقدم مصر من المركز 60، إلى المركز 5، في استراتيجية الترويج والتسويق السياحي، وما تبعه من قرار، الحكومة البريطانية، برفع حظر السفر عن مدينة شرم الشيخ، بعد 4 سنوات، ووصول أول رحلة في الأسبوع الماضي، والذي يعد نتاج اتباع مصر لاستراتيجيات علمية في قطاع السياحة، فضلاً عن استقرار أوضاعها الأمنية، وتقدمها مركزها في مؤشر الأمن والأمان، الصادر عن مؤسسة جالوب، محتلة المركز الثامن، عالمياً، بعدما كانت تحتل المركز السادس عشر في عام 2018.

الصحة:
أخيراً تحقق حلم المصريين، ببدء منظومة التأمين الصحي، في مصر، انطلاقاً من محافظة بورسعيد، يليها محافظة الأقصر، تمهيداً لتعميمها على جميع محافظات الجمهورية، وهي ما لم تكن الإنجاز الأوحد، في قطاع الصحة، في عام 2019، الذي شهد مبادرة السيد رئيس الجمهورية، تحت شعار “100 مليون صحة”، لتوفير عدد من الخدمات الصحية، مجاناً، للمواطنين، والتي أفرزت عدد من المبادرات الناجحة، كالقضاء على قوائم الانتظار، للعمليات الجراحية، بتكلفة مليار جنية، تم من خلالها إجراء 300 ألف عملية، إضافة إلى مبادرة القضاء على فيروس سي، بتكلفة 7 مليار جنية، ومبادرة نور الحياة، بتكلفة مليار جنية، للكشف على 5 ملايين طالب، بالمرحلة الابتدائية على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى مليوني مواطن من الحالات الأولى بالرعاية، وذلك في مرحلتها الأولى. فضلاً عن مبادرة دعم صحة المرأة المصرية.

الحفاظ على التراث المصري في مدينة الإنتاج الإعلامي:
إنشاء استوديوهات جديدة، بمدينة الإنتاج الإعلامي، مجهزة بأحدث التقنيات التكنولوجية، لترميم التراث القديم، من أفلام، ومسلسلات، وبرامج إخبارية، إضافة إلى جريدة مصر الناطقة، التي تجمع كل تاريخ مصر، وتحويلها لتقنيات جديدة، تطيل عمرها الزمني، إلى 300 عام، أخرى، وهو ما يعد ثروة قومية، انتبه لقيمتها الوزير أسامة هيكل، قبل توليه حقيبة الإعلام المصري، منذ أيام قلائل.

مجمع إنتاج الأسمدة الفوسفاتية والمُركبّة في العين السخنة:
مشروع صناعي، عظيم، يتبع “شركة النصر للكيماويات الوسيطة”، واحدة من أقدم، وأكبر، شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، بالقوات المسلحة المصرية، يتكون المجمع من 9 مصانع، ومرافق صناعية، بالإضافة إلى محطة لتحلية مياه البحر، ورصيف بحري، متخصص، لتصدير الأسمدة السائلة، والصلبة. بهدف تعظيم قيمة خام الفوسفات المصري، الذي يعتبر مكون حيوي في عدد من الصناعات الهامة. ربما لم ينتبه المواطن العادي لأهمية ذلك المشروع، خاصة وأنه لم ينل ما يستحقه من التغطية الإعلامية، إلا أنه واحد من ألمع نقاط الاقتصاد القومي المصري.

السياسة الخارجية المصرية:
ملف حيوي، وديناميكي، لازال يتحرك بفاعلية، وامتياز، في كافة الاتجاهات، ويعود الفضل فيه، أولاً، إلى جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي لم يدخر جهداً، ولا وقتاً، لاستعادة مكانة مصر الدولية، التي تأثرت سلباً، بعد أحداث يناير 2011، وإضافة إلى استمرار نجاحات سيادته في إدارة علاقات مصر الخارجية، فقد تألق في تمكين مصر إفريقياً، خلال هام 2019، من خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، بما لذلك من انعكاسات استراتيجية على وضع مصر قارياً، ودولياً.



Email: sfarag.media@outlook.com